ظهرت الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان بسبب

الفتنة الكبرى هي عبارة عن فترة من الفوضى والنزاع السياسي والديني، والتي عقبت مقتل الخليفة عثمان بن عفان، ذلك في عام 656 ميلادية، واستمرت لسنوات عديدة تلت ذلك، وتعتبر هذه المرحلة واحدة من أكثر الفترات المضطربة في التاريخ الإسلامي، حيث شهدت انقسامات عديدة بين المسلمين واندلاع حروب أهلية عدة بشكل أثر بالسلب على وحدة المجتمع الإسلامي بصورة كبيرة.
ظهرت الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان بسبب
ظهرت الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان لأسباب عدة، نوضحها فيما هو آت من نقاط:
عبد الله بن سبأ
وهو المنافق الذي أسلم في خلافة عثمان بن مبطن كفره، وقد بدأ بنشر أفكار تخص خلافة عثمان بن عفان السياسة أحدثت بلبلة كبيرة وأثارت فتنة عظيمة بين المسلمين، وانقسام الأمة إلى فريقين (سنة وشيعة)، وقد كان له كبير في التحريض ضد عثمان، الأمر الذي أدى إلى اغتياله في النهاية
سياسة عثمان بن عفان المالية
تعد واحدة من المشكلات التي ساهمت كثيرًا في إثارة الفتنة في عهده، فقد واجه انتقادات عدة في مجالات متعددة في الجوانب الاقتصادية، فقد كان عثمان بن عفان (رضي الله عنه) من أغنى رجال قريش، وقد تم اتهامه بمنح ميزات خاصة لأقاربه من بيت المال، وقد أثار ذلك حفيظة الكثير من الصحابة، وعلى الرغم من الشائعات التي تناقلت عن عثمان، إلا أنه كان يعطي من ماله الخاص ويستثمر ثروته في مشروعات تعود بالنفع على كافة المسلمين، مثل بناء المساجد وتوسيعه.
منح المناصب للأقارب
وقد وجهت إلى عثمان اتهامات بشأن منح المناصب الرفيعة لأقاربه، وقد ساهم ذلك في إثارة الفتنة في عهده، والحقيقة أنه اعتمد في تعيينه للمسئولين على مبدأ الكفاءة، ونظرًا لكبر حجم أسرته كان يجد فيهم من هو كفء لأداء المناصب، وقد كانت هذه الاتهامات بمثابة تعبير عن الصراعات السياسية والاجتماعية التي كانت متصاعدة في عهده.
شاهد أيضًا: لماذا لم تتحمل الدولة العباسية عصرها الثاني
التأخير في محاسبة العمال
تعرض عثمان بن عفان لاتهام التأخر عن محاسبة بعض العمال على الجرائم التي ارتكبوها، حيث أن عدم محاسبة عقبة بن الوليد عن شرب الخمر، ومروان بن الحكم الذي كان له دور في العديد من الحوادث خير مثال على ذلك، وقد زاد هذا الأمر من انزعاج سواء من العامة أو من بعض الصحابة.
فقد كان عثمان بن عفان يعتمد على سياسة الحذر والتأني وعدم التسرع في إصدار الأحكام، مستغلًا تجربة الإمام علي بن أبي طالب الذي عرف بحكمته في اتخاذ القرارات، وعلى الرغم من إيجابية هذه الحكمة إيجابية، ألا أنها في بعض الأحيان قد تظهر على أنها تهاون أو ضعف في السلطة، وتأخر الخليفة في محاسبة المخالفين أدى إلى شعور بعض الناس بعدم العدالة، وقد زاد ذلك من الفجوة التي توجد بين الحكومة، وقد نتج عن ذلك تفاقم الصراعات.
ولقد واجه عثمان بن عفان تحديات سياسية كبيرة، مثل الضغوط من قبائل مختلفة ومعارضة بعض الصحابة، وقد أثر ذلك على قراراته، فقد صار أكثر حذرًا فيما يتعلق بمحاسبة المقربين له.

شاهد أيضًا: ما هو سبب صيام يوم عاشوراء
نتائج الفتنة الكبرى
نتج عنها انقسام الأمة الإسلامية، سواء من الجانب السياسي أو العقائدي، حيث أن بعد مقتل عثمان بن عفان واجه الإمام علي بن أبي طالب تحدي كبير من معاوية الذي كان حينها والي على الشام، فقد رأى معاوية أن من واجبه عدم التهاون فيما يتعلق بقتل عثمان، ورغب في القصاص، وقد أدى ذلك إلى شيوع نزاع مذهبي وسياسي.
وقد خرج مجموعة من المسلمين على الإمام علي بعد قبوله التحكيم مع معاوية، وقد أطلق عليهم الخوارج، والذين اعتبروا أن التحكيم تفريط في حكم الله وأنه لا يجوز لأحد أن يحكم بين المؤمنين بعد حدوث هذه الفتنة، وقد تمسكت هذه المجموعة بموقفها بتشدد، وأعلنت كفر كل من يخالفها.
وتشكلت مجموعة أخرى من المسلمين عرفت فيما بعد بالشيعة، وقد كانوا منحازين لأحقية علي في الخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد اعتبر الشيعة أن أبي بكر وعمر وعثمان خائنين لوصية سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) في استخلاف علي بن أبي طالب.
وقد استمرت الصراعات لعقود طويلة الفتنة، فهي لم تكن مجرد حدث عابر، بل تسببت في صراعات سياسية وعسكرية عديدة دامت لفترة زمنية طويلة، مثل الحروب الأهلية (معركة الجمل ومعركة صفين)، وقد بدأ كل من الشيعة والسنة عقب الفتنة في التطوير من مذاهبهم وأفكارهم من أجل تعزيز هويتهم الدينية، وقد نتج عن ذلك تشكيل مدارس مختلفة في الفقه والعقيدة في الإسلام.