منوعات

لماذا أمن السحرة بموسى

يعتبر فرعون المتكبر من المعجزات التي أيد بها الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى، حيث كان الكثير من أقباط مصر في ذلك الزمن تابعين لذلك الطاغية المتجبر، فهم جميعا يتكالبون على موسى وأخيه هارون، فقد ظن فرعون أن السحر سوف يكون كفيل بقتل دعوة موسى إلى الإيمان بتوحيد الله وعلو شأن الربوبية الفرعونية المزعومة، لذلك سوف نوضح لكم سبب إيمان السحرة بموسى عليه السلام.

لماذا أمن السحرة بموسى

كان موسى عليه السلام يدعو فرعون وحاشيته إلى الإيمان بعبودية الله وحده، وذلك بطريقة الترغيب في الآخرة، والتخويف من عذاب الله تعالى، وقد كان السحر منتشرًا في تلك الآونة، وقد خاطب موسى السحرة قبل بدء المنازلة ودعاهم إلى توحيد الله ولكنهم تحدوه بسحرهم، فقال لهم: “لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى”، وقامت المنازلة بالفعل، ومن هنا سوف نوضح لكم سبب إيمان سحرة فرعون برسالة موسى وبالله الواحد الأحد في النقاط التالية:

  • عندما ألقى السحرة عصيهم وحبالهم وترائت للناظرين أنها ثعابين، ألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف وتأكل ما القى السحرة من سحر. 
  • وهنا سجد السحرة لله إيمانًا به وإيمانًا برسالة موسى، ولكن يعتقد البعض أن العصا عندما تحولت إلى حية كبرى أكلت عصي السحرة التي اشتبهت بالثعابين، وأن ذلك ما أخاف السحرة وجعلهم يؤمنون بموسى.
  • لو كان الأمر كذلك لكان السحرة آمنوا بموسى على أنه الساحر الأكبر، ولكن ما يوضحه علماء الدين أن سيدنا موسى ألقى عصاه فتحولت إلى حية كبرى، ثم إنها رجعت إلى هيئتها مرة أخرى ثم أدمجت معها عصي السحرة، ولهذا صدق سحرة فرعون أنه نبي مرسل من الله الواحد الأحد وخروا لله سجداُ.

شاهد أيضًا: شروط التوبة التي تنفع صاحبها

عدد سحرة فرعون

اختلف علماء الإسلام والمفسرين حول عدد السحرو الذين جاء بهم فرعون لمقابلة موسى عليه السلام، ولذلك سوف نوضح لكم آراء العلماء والمفسرين المسلمين حول عدد سحرة فرعون، من خلال النقاط التالية:

  • يقول إبن كثير في كتاب البداية والنهاية أنهم كانوا ثمانين الفًا كما قال محمد بن كعب، وأيضاً ذكر ما قيل على لسان القاسم بن أبي بردة أنهم كانوا سبعين ألف ساحر، علاوة على أن إبن كثير ذكر أيضاً أن أبي امامة قال أنهم تسعة عشر ألفاً، بينما محمد بن إسحاق قال أنهم كانوا خمسة عشر ألفاً.
  • أما عن الإمام السيوطي فقد قال في كتابه الدر المنثور: أن ابن جرير وابن المنذر النيثابوري وابن أبي حاتم قالوا عن ابن عباس أنه قال إن عدد السحرة كان سبعين رجلا أصبحوا سحرة ثم أمسوا شهداء، وفي باب آخر قال إن ابن عباس قال أنهم كانوا سحرة في أول النهار وشهداء في آخر النهار حيث قتلهم فرعون، بالإضافة إلى أن السيوطي ذكر على لسان ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم أن سحرة فرعون كانوا ٱثنى عشر ألفاً، بينما قال ابن أبي حاتم عن أبي ثمامة أنه قال إن سحرة فرعون كانوا سبعة عشر ألفاً وفي لفظ آخر قال أنهم كانوا تسعة عشر ألفاً.
لماذا أمن السحرة بموسى
لماذا أمن السحرة بموسى

شاهد أيضًا: من هي الصحابية التي دافعت عن الرسول في غزوة أحد

موقف سحرة فرعون من موسى

كما ذكرنا سابقاً أن السحرة عندما رأوا ما قامت به عصا موسى عليه السلام خروا له سجداً، ومع ذلك سوف نوضح موقفهم حيث أنهم اندهشوا اندهشًا عظيماً، وعلموا أن ما جاء به موسى ليس سحراً، بل إنه معجزة إلهية، فما كان منهم إلا أن سجدوا لله الواحد، وآمنوا به دون مخافة من فرعون، بل إنهم أخبروا فرعون أنهم لا يهابون الموت، وعندما هددهم فرعون أجابوا بأنهم سوف يتحملون عذابه في سبيل إرضاء الله، وقد قال الله سبحانه وتعالى فيهم: “قالوا لا ضير إنا الى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين”.

شاهد أيضًا: فوائد صيام شهر رمضان الدينية والصحية

عاقبة سحرة فرعون

حاول فرعون مراراً أن يقنع السحرة بأن ما قام به موسى كان مجرد سحر، ثم توجه إلى إظهار شبهة أخرى تثبت أن موسى ساحر، فقد قال الله سبحانه وتعالى عنه: “قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر”، على الرغم من المحاولات فرعون إلا أن السحرة تمسكوا بايمانهم، فجاء الابتلاء من الله لهم بما توعدهم به فرعون الجبار، حيث قال سبحانه وتعالى فيه: “لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين”، هكذا فعل بهم فرعون عقاباً لهم على توحيد الله عز وجل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى