ما هي كبائر الذنوب
تعتبر الكبائر من أخطر أنواع الذنوب التي تهى عنها الشرع الإسلامي، كونها تفتقر الحسنات التي تكفر عنها، وقد ينتج عنها عواقب جسيمة في الدنيا والآخرة، حيث يعرف الذنب الكبير بأنه كل فعل مخالف للشريعة الإسلامية يستوجب العقوبة، وذلك سواء كانت في الدنيا أو في الأخرة، والتعرف على هذه الكبائر وأثرها يعد أمر مهم للغاية.
ما هي كبائر الذنوب
سنتعرف فيما هو آت الكبائر السبع المحددة في الشريعة الإسلامية، والتي جاءت على النحو التالي:
الشرك بالله
الشرك بالله هو أكبر الكبائر وأعظمها، والذي يعني اتخاذ شريك لله تعالى في العبادة أو الألوهية، وينقسم الشرك إلى نوعين، هما
الشرك الأكبر والشرك الأصغر، كالتالي:
الشرك الأكبر
وهو وضع شريك مع الله سواء في الربوبية أو الألوهية، أي عبادة غير الله، مثل الأوثان أو الأشجار أو النجوم، وقد ورد في قوله (سبحانه وتعالى) ما يوضح ذلك الأمر “إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاء”.
الشرك الأصغر
يتعلق الشرك الأصغر بالأفعال التي قد تظهر الرياء، أي فعل الأعمال الصالحة بغرض التفاخر بالسمعة طيبة بين المحيطين، وقد أشار الله إلى ذلك في قوله تعالى “فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.”
ويحذر الشرع الإسلامي من الوقوع في الشرك بكافة أنواعه، وذلك للتأثير السلبي له على علاقة الفرد بربه وعلى كافة سلوكياته في الحياة، حيث أن التوحيد والبعد عن الشرك هو أساس العقيدة الإسلامية السليمة، الأمر الذي يقود الشخص إلى النجاح في الدنيا والآخرة.
السحر
السحر من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد أوضح الإمام الشنقيطي أن السحر ليس له تعريف كامل يشمل كافة جوانبه، وقد يكون له آثار سلبية عديدة مثل المرض والموت والتفريق بين الأزواج، وما يترتب على ذلك من مشاعر هم وحزن ناجمة عن الضرر النفسي والإيذاء الجسد، ومن الجدير بالذكر أن تعلم السحر أو الإقرار بقدرة شخص ما على علم الغيب تعد كفر.
شاهد أيضًا: من هي الصحابية التي دافعت عن الرسول في غزوة أحد
قتل النفس بغير حق
يعتبر قتل النفس بغير حق من أعظم الكبائر في الإسلام، حيث يرتبط ارتباط وثيق بقضايا إنسانية وأخلاقية عديدة، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”، فالنفس البشرية تتمتع بقيمة كبيرة في الإسلام، حيث يرتبط ذلك كثيرًا بحق الحياة للإنسان، وبناءًا عليه وضع الإسلام قواعد صارمة تشدد على حرمة هدر الدماء، ولذلك ينبغي على كل مسلم ومسلمة ادراك مدى حرمة القتل والوعي بقيمة الحياة وتقديرها.
شاهد أيضًا: فوائد صيام شهر رمضان الدينية والصحية
أكل الربا
يعد أكل الربا من أكبر الكبائر في الإسلام، وقد نهى الله عنه بقوله تعالى “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ.” وتشير الآية إلى خطورة هذا الفعل وعواقبه الجسيمة، وقد حرم الإسلام الربا للمفاسد العديدة التي قد تنتج عنه، حيث يؤثر بالسلب على الفرد والمجتمع، كونه يزيد من الفوارق الاجتماعية وما ينتج عن ذلك من مشاعر عدم أمان اقتصادي، وبالضرورة قد يضر ذلك بالتنمية الاجتماعية ككل.
أكل مال اليتيم
من الأفعال التي شدد الإسلام على حرمتها، وقد نوهت النصوص القرآنية على عواقبه الوخيمة، فقد قال الله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا”.، وبذلك يعد الاعتداء على مال اليتيم خيانة للأمانة ويندرج تحت مفهوم الظلم الأكبر، وبناءًا عليه يعتبر أكل مال اليتيم جريمة في حق الإنسانية في الشريعة الإسلامية.
التولي يوم الزحف
ويعني انسحاب الجندي من المعركة عند مواجهة العدو، وترجع حرمانيته إلى النتائج المترتبة، وهي ضعف القوات المسلمة، ثم الهزيمة، لذا ينبغي على كل مسلم مخلص التحلي بروح الشجاعة والثبات في الظروف الصعبة.
قذف المحصنات الغافلات
وهو اتهام السيدة المؤمنة التي لا ترتكب الفاحشة بالزنا، ويعتبر هذا الفعل من الكبائر في الدين الإسلامي، حيث يمثل اعتداء على العرض ويلحق الضرر النفسي بالسيدة وأهلها وزوجها وأبنائها والعائلة بأكملها.
شاهد أيضًا: ما أول يوم خلقه الله
ما هي صغائر الذنوب
صغائر الذنوب هي كل ما دون الحدين: حد الدنيا وحد الآخرة، بمعنى آخر هي الأفعال التي لم يرد فيها نص صريح يشير على العقوبة الشديدة في الآخرة، مثل
- استقبال القِبلة ببولٍ أو غائط، حيث يعتبر من السلوكيات غير المستحبة.
- إمامة من يكرهه الناس، وقد تؤدي إلى عدم الاستقرار في الصلاة والجماعة.
- خطبة المسلم على خطبة أخيه، ويعد ذلك تدخل غير مقبول في شئون الآخرين.
- هجر المسلم وكثرة الخصومة، من الأعمال التي تؤدي إلى انقطاع العلاقات الاجتماعية.
- استماع الغيبة، كونها من الذنوب التي تضر بصحة العلاقات بين المسلمين.
هل الزنا من الكبائر
الزنا من الكبائر، إذ قرن الله بين الزنا وبين الشرك وقتل النفس، الأمر الذي يدل على عظمة وجرم هذه الأفعال، فقد قال تعالى “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا”.
