متى فتحت مكة المكرمة في أي عام

يعد فتح مكة من أعظم الأحداث التاريخية في الإسلام، وقد شهدت مكة قبل الفتح فترة طويلة من الصراعات، والتي تمثلت في العنف بين المسلمين وقريش، فقد كانت بمثابة تعتبر بمثابة مركز الكفر والشرك في ذلك الوقت، وقد جرت العديد من الأحداث التي كانت العامل الرئيسي وراء هذا الفتح، بدءًا من صلح الحديبية الذي، وما تبع ذلك من انتهاكات من جانب قريش تجاه المسلمين وكل من تحالف معهم.
متى فتحت مكة المكرمة في أي عام
لقد تم فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، 630 ميلادي، وقد كانت بمثابة نقطة تحول حاسمة في مسيرة الدعوة الإسلامية، فقد كانت مكة عاصمة روحية للإسلام، نظرًا لاحتوائها على الكعبة المشرفة، التي تعد بمثابة قبلة المسلمين في الصلاة، وبالتزامن مع ازدياد انضمام القبائل إلى الإسلام وعودة المسلمين إلى مكة جاء الفتح للتأكيد على قدرة الإسلام في توحيد العرب.
شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قطعت النساء أيديهن عندما رأوه
أسباب فتح مكة
وقع صلح الحديبية في العام السادس للهجرة بين المسلمين وكفار قريش، وكان له دور كبير في تحقيق السلام بشكل مؤقت بين الطرفين، وقد تضمن هذا الصلح عدة شروط، جاءت على النحو التالي:
- وقف الحرب بين المسلمين وقريش لمدة تصل إلى عشر سنوات.
- إعادة أي شخص يفر من مكة إلى المدينة، أما من يذهب من المدينة إلى مكة لا يعود.
- السماح لقبائل أخرى بالانضمام إلى أي طرف من الطرفين في حلف.
وقد تدخلت قبيلة خزاعة في حلف سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، أما قبيلة بني بكر فقد انضمت إلى حلف قريش، ذلك في العام الثامن من الهجرة، وقد حدث اعتداء من بني بكر على قبيلة خزاعة بموافقة من قريش، حيث قتلوا منهم عدد كبير أثناء توجههم لأداء العمرة، وكان ذلك بمثابة انتهاك لشروط الصلح وبنوده الذي أبرم مع نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وقد نتج عن ذلك تصعيد الأمور بشكل كبير، فقد غضب النبي والمسلمون كافة وقرر أن يرد على هذا الغدر الذي هدد أمن واستقرار المسلمين.

شاهد أيضًا: لماذا لم تتحمل الدولة العباسية عصرها الثاني
ملخص فتح مكة
قرر سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) التحرك لفتح مكة لكي يعيد السيطرة على المدينة المقدسة ويسترجع كافة حقوق المسلمين، وجهز الجيش للتوجه إلى مكة، وأخفى عن الصحابة كافة تفاصيل الوجهة، ذلك حتى لا تتحصل قريش على معلومات تساعدها في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، فقد كان يرغب في مباغتة المشركين، وفتح مكة بطريقة تليق بمكانتها كونها مدينة مقدسة.
وعلى الرغم من ذلك أرسل الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رسالة إلى أهل مكة يحذرهم من الحملة القادمة، وقد علم النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذه الرسالة من وحي الله، وبناءًا عليه أرسل مجموعة من الجنود للبحث عن السيدة التي حملت هذه الرسالة.
توجه جيش المسلمين نحو مكة بقيادة رسولنا الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم) في أجواء ملحمية عظيمة، حيث تجمع ما يقرب من عشرة آلاف مقاتل، وقد تمت التحضيرات للفتح في شهر رمضان المبارك، وعند وصولهم إلى ذو الحليفة كان في استقبالهم العباس بن عبد المطلب عم النبي، والذي كان آخر من هاجر إلى المدينة المنورة.
وقد جاء أبو سفيان بن حرب زعيم قريش في خطوة مفاجئة إلى النبي يود تجديد الاتفاقية التي تمت في صلح الحديبية، وقد تعجب كثيرًا عندما وجد جيوش المسلمين تلتف حول مكة، وقد استقبل الرسول أبو سفيان بحذر شديد، ولكنه عرض عليه الأمان له ولأهل مكة جميعًا، وقد شدد على أن من يدخل المسجد الحرام أو يقف داخل دار أبي سفيان أو يغلق عليه بابه سيكون آمن.
وقد قسمت القوات الإسلامية الجيش إلى خمسة فرق، وبدأوا الاقتحام من خمسة نقاط مختلفة، وقد منع ذلك قريش من المقاومة بصورة فعالة وبشكل منظم، فقد دخل سيدنا محمد مكة بتواضع شديد مطأطئ الرأس، وذلك تعبيرًا عن شكر الله وحمد على هذا الفتح المبين.
وبمجرد دخولهم المسجد الحرام حطم النبي كافة الأصنام والآلهة التي كانت تعبد من دون الله، مرددًت الآية الكريمة التالية “جَاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطلُ، إنَّ الباطلَ كانَ زَهُوقًا”. وقد كانت تلك اللحظة تمثل النصر الذي تحقق بفضل الله، ونهاية لفترة طويلة من الكفر والجهل.
جمع النبي أهل مكة بعد ذلك في المسجد لكي يخاطبهم سائلًا إياهم “يا معشر قريش: ما ترون أني فاعل بكُم؟”، وقد كان ذلك إشارة إلى أن مصيرهم بين يديه بعد سنوات طويلة من العداء والمقاومة، وقد كان جوابهم: “خيرًا، أخًا كريمًا وابن أخ كريم”، وقد دل ردهم على مدى إدرراكهم مكانة الرسول ورسالته السامية.