أعظم أمانة أداها النبي صلى الله عليه وسلم هي

مفهوم الأمانة ليس محصور فقط على حفظ الأسرار والحفاظ على الأشياء فقط، بل هي الحقوق، حيث تتمثل في حقوق الله تعالى وكذلك حقوق العباد، كما أن تلك الأمانات قد تكون فعلية أو قولية أو حتى امانات اعتقادية، حيث تتضمن كل من الأمانات على الأموال، وعلى الأعراض، وغيرها من التكاليف الشرعية، وهنا سوف نوضح الأمانة التي أؤتمن عليها رسول الله وهي أعظم أمانة في الكون.
أعظم أمانة أداها النبي صلى الله عليه وسلم
أعظم من أدى الأمانات على وجهها الكامل وعلى اختلاف أشكالها هو سيدنا محمد حتى أنه لقب بالصادق الأمين، حيث إن الله سبحانه وتعالى استأمن النبي على أعظم الأمانات وهي أمانة الوحي والرسالة، وقد أدى سيدنا محمج هذه الأمانة على أعظم وجه، إذ أنه قد تحمل في سبيل تلك الأمانة أنواع متعددة من العذاب والمشقة، فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم “تركتُكم على المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها، لا يَزيغ عنها إلا هالك”
شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قطعت النساء أيديهن عندما رأوه
قوة تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم في سبيل الأمانة والرسالة
قد تحمل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سبيل أداء تلك الأمانة والرسالة التي كلفه الله عز وجل بها ما لم يتحمله بشر، إذ كان قوي النفس، وكذلك يمتلك قوة ارادة وعزيمة، حيث إنه تحمل عن أمته كما تحمل عن آل بيته ما لم يتحمله نبي من قبله ولم يتملك منه حتى مجرد الفتور المؤقت، حيث إنه تحمل في سبيل أداء الأمانة والرسالة أشكال مختلفة من الأذى الجسدي والنفسي، ولكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صبر على تحمل ذلك الأذى امتثالًا لأمر الله تعالى من أجل أداء الرسالة.
وقد تجلى صبر وعزم الرسول صلى الله عليه وسلم في المثابرة والجهاد في الدعوة إلى الله عز وجل، إليكم بعض من صور احتمال النبي أنه قد واجه صد آل قريش المستمر الذي لم يتوقف عند ذلك الحد، بل إن أذاهم تعدى الصد ووصل إلى الأذى الجسدي والاضطهاد المعنوي، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريص على هداية الناس وبيان الحق للناس إذ أنه قد حث نفسه وأصحابه على الصبر من اجل إكمال طريق الدعوة الشاق.

شاهد أيضًا: فوائد صيام شهر رمضان الدينية والصحية
سيدنا محمد القدوة في الأمانة
كان محمدًا صلى الله عليه وسلم يعرف بالصدق والأمانة قبل الرسالة والنبوة، حتى أنه لقب بالصادق الأمين، فإن الله عز وجل قد اختاره لأداء الأمانة الكبرى وهي أمانة الوحي وتبليغ الرسالة والدعوة، فكيف لا يكون محمدًا أمينًا عليه الصلاة والسلام، ولهذا سوف نوضح لكم بعض من صور أمانته فيما يلي:
أمانة الرسول قبل البعثة
توجد الكثير من المواقف التي تدل على أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة النبوية، ولعل أشهر المواقف في حياته عليه الصلاة والسلام هو موقف التحكيم في يوم وضع الحجر الأسود عند بناء الكعبة، حيث إن كل قبيلة من القبائل ترغب في أن تنال شرف وضع الحجر الأسود دون القبيلة الأخرى، حتى استمرت قبائل قريش تتنازع على نيل هذا الشرف ما يقرب من أربع أو خمس أيام حتى أشار أحدهم عليهم أن يحكموا بينهم أول من يدخل من باب المسجد ووافقوا على ذلك، وقد كان أول من دخل من الباب هو الرسول صلى الله عليه وسلم فلما رأوه قالوا: “هذا الأمين رضينا، هذا محمد، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر، فقال: هلمّ إليَّ ثوبا، فأتوه به فوضع الحجر في وسطه ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا، فلما بلغوا به موضعه أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه”.
شاهد أيضًا: من أعظم معجزات النبي
أمانة الرسول بعد البعثة
تتمثل أمانة محمد صلى الله عليه وسلم بعد البعثة في أداء الأمانة الكبرى التي كفله الله عز وجل بها وهي نشر الرسالة ونشر الدين الإسلامي، والتي تظهر في العديد من المواقف، على الرغم من أن المشركين كانوا يعرفون أمانته إلا أنهم أنكروا ذلك عليه، وعلى الرغم من إنكارهم و تكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم كانوا يضعون جميع أموالهم وكذلك ودائعهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم يعلمون أمانته وتقديره لتلك الأمانات، حيث إنه قد كان أحرص الناس على أداء الأمانة حتى في أصعب الظروف، كما أنه أشار إلى أهمية الأمانة فقال: “لا إيمان لمن لا أمانة له”.